ضحاياها تجاوزوا الخمسين رجلا.. وربما أكثر كما تقول.. المتهمة ظهرت في عدة أوجه.. تارة فتاة ليل.. وتارة اخري
سيدة أعمال.. ومرة ثالثة تاجرة سمك.. خدعت العشرات من اصحاب سيارات التاكسي.. خدرتهم وسرقت اموالهم
بمساعدة زوجها!
سنوات قضتها في عالم الجريمة.. اجهدت رجال المباحث في أربع محافظات وهم يبحثون عنها.. ومكالمة هاتف محمول
قادت مباحث القاهرة إليها في الاسكندرية.. وتوالت اعترافات هناء المثيرة.. وارشدت عن مكان المسروقات!
استمعنا إليها..و إلي حكايات بعض الضحايا كما جاء علي لسانهم.. قصوا علينا كيف سقطوا في شباك منصورة..
وكيف نجوا من الموت بأعجوبة!
أخيرا ألتقط رجال المباحث الخيط الذي يبحثون عنه منذ شهور .. رقم هاتف محمول.. هذا الرقم سيقود ضباط الشرطة
إلي هناء.. المتهمة التي يسعون وراءها .. بدأت علي الفور مكالمات رئيس مباحث بولاق ابوالعلا بشركة الاتصالات
للحصول علي المزيد من المعلومات عن صاحب الهاتف!
أحس رجال مباحث العاصمة انهم يقتربون من صيدهم الثمين.. اللواء اسماعيل الشاعر مدير الادارة العامة لمباحث العاصمة
كان يتابع ما يحدث كلف رجاله بسرعة ضبط المتهمة التي كانت اشبه بالزئبق!
ولكن ماهي المشاهد التي سبقت هذا المشهد؟
وماهي حكاية هناء.. التي نجحت في الهروب عدة شهور من قبضة العدالة؟
البداية كانت بلاغ من مركز السموم.. أنتقل إليه رئيس مباحث بولاق ابوالعلا.. عم محمود سائق التاكسي كان يرقد في
المركز بين الحياة والموت.. اجري له الأطباء غسيل معوي للتخلص من آثار كمية كبيرة من المخدر كانت في معدته!
بعد أيام تماثل محمود للشفاء.. وبدأ يدلي بأقواله لضباط المباحث.. أكد أنه ضحية لتاجرة سمك في نهاية العقد الثاني
من عمرها.. كادت تودي بحياته بعد ان سرقت كل امواله!
السائق توقف للتاجرة التي طلبت منه ان يصطحبها في جولة في حي بولاق ابوالعلا لتجمع مديونياتها عند تجار السمك
في المنطقة .. طلب محمود منها 70 جنيها مقابل هذه الجولة.. ووافقت السيدة سعاد علي الفور!
في حي بولاق طلبت منه ان يتوقف امام محل عصير قصب .. اختفت بضع دقائق وعادت ومعها كيسين بهما عصير القصب
وقدمت له احدهما.. حاول أن يرفض بأدب لكنها أصرت ان يقبل دعوتها!
لم تمض دقائق علي تناوله العصير حتي بدأ يفقد وعيه رويدا.. رويدا.. أخبر سعاد انه لايستطيع القيادة.. طلبت منه ان
يوقف سيارته.. ولايتذكر محمود ماذا جري بعد هذه الكلمة!
أفاق السائق ليجد نفسه في مركز السموم وهو في حالة أعياء شديدة.. اخبروه انه فاقد الوعي منذ ثلاثة ايام.. حالته
كانت خطرة للغاية.. لكن الاطباء تمكنوا من انقاذ حياته.. عم محمود عرف بعد ذلك إن سكان بولاق ابوالعلا عثروا عليه
فاقد الوعي في سيارته فسارعوا بنقله للمستشفي!